الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي: وقود ريادة الأعمال في العقد القادم: قراءة لمخرجات قمة بريدج 2025 في أبوظبي
- emirsteshouse

- قبل 4 أيام
- 3 دقيقة قراءة

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد ترند تقني في هذا العالم الذي تتسارع فيه التكنولوجيا من حولنا في مختلف مجالات الحياة، وبالمثل لم يعد الإعلام الرقمي رفاهية تسويقية، بل تحوّل الاثنان إلى بنية تحتية أساسية لنجاح رواد الأعمال وبقاء الشركات في السوق.
قمة بريدج 2025 في أبوظبي التي عقدت خلال الفترة 8 - 10 ديسمبر 2025 وشارك فيها أكثر من 60 ألف مشارك من 132 دولة قدّم نموذجا حيا لهذا التحوّل، إذ ناقشت القمة مستقبل الإعلام، اقتصاد صنّاع المحتوى، والذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن لهذه القنوات أن تتشكل الصناعات القادمة.
وبلا شك فإنه في ظل هذه التحولات أصبح من الضروري لرائد الأعمال أن يستثمر في تطوير مهاراته لتوظيف هذه التقنيات للنجاح في عالم تغيرت فيه موازين التنافسية. في السابق كان يُنظر إلى الإعلام على أنه أداة دعاية وإعلان ولكن مع ظهور الإعلام الرقمي أصبح المستهلك لا يشتري المنتج فقط، بل يشتري “القصة” و“القيم” و“الشخصية” خلف العلامة التجارية وهذا ما ركزت عليه قمة بريدج؛ فقوة الكلمة والصورة والفيديو أصبحت جزءا من قيمة الشركة السوقية.
فاليوم أمام رائد الأعمال قنوات عدة للوصول المباشر للعملاء بدون وسيط من خلال منصات التواصل، النشرات البريدية، البودكاست، اليوتيوب بدلا من الاعتماد الكامل على الإعلانات المدفوعة لأن هذه القنوات تقلل من تكلفة الوصول، ويزيد قدرة المشاريع من اختبار أفكار ومنتجات جديدة بسرعة. أضف إلى ذلك يمكن لرائد الأعمال أن يستخدم المحتوى الرقمي لقياس الاهتمام قبل أن يستثمر مبالغ كبيرة في التطوير، فالتفاعل، التعليقات، والمشاهدات ليست مجرد أرقام جميلة، بل بيانات أولية لدراسة السوق وتعديل النموذج التجاري.
إن التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تسهم بشكل كبير في مساعدة رواد الأعمال في المحاور التالية:
تحسين العمليات التشغيلية وذلك عبر أتمتة المهام المتكررة مثل إدخال البيانات، الجدولة، والمتابعة كما يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء وتخصيص التفاعلات وتطبيق روبوتات المحادثة (Chatbots) للرد على استفسارات العملاء الأساسية.
تحسين التسويق والمبيعات عبر توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لفهم اتجاهات السوق وتفضيلات العملاء ومن ثم تخصيص العروض والرسائل التسويقية بناءً على سلوك العملاء وإنشاء محتوى تسويقي أولي مناسب وتحسينه، مما يساعد رائد الأعمال بدلا من النشر العشوائي أن يكون له استراتيجية مدفوعة بالبيانات.
تحسين عملية صنع القرار من خلال قيام الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ باتجاهات المبيعات واحتياجات المخزون وكذلك مراقبة أداء المنافسين واستراتيجياتهم وتحديد المخاطر المحتملة واقتراح حلول استباقية.
إنتاج محتوى أكثر وأذكى بأقل تكلفة؛ فأدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تساعد في توليد الأفكار والتحرير، تصميم الصور والفيديوهات القصير، وإعداد نسخ متعددة من المحتوى لشرائح مختلفة من الجمهور.
وقد أشارت قمة بريدج إلى مجموعة من الفرص الاستثمارية التي يمكن لرواد الأعمال الاستفادة منها:
فرص في قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات، تشمل العمل على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتخصصة في المناخ من أجل مجال تطوير حلول للاستدامة والزراعة الذكية في البيئة الصحراوية، والعمل على الذكاء الاصطناعي للخدمات اللوجستية عبر تحسين سلاسل التوريد في المنطقة باستخدام تحليلات الذكاء الاصطناعي.
فرص في الاقتصاد الرقمي والويب، عبر إدارة الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية اللامركزية عبر تطبيقات مالية متوافقة مع الشريعة مع تقنيات blockchain أو من خلال تحويل الأصول العقارية أو الفنية إلى أصول رقمية قابلة للتداول أو حلول هوية رقمية آمنة للمواطنين والمقيمين والزوار.
فرص في الابتكار التكنولوجي مثل التكنولوجيا المالية (Fintech) كحلول دفع رقمية، تمويل جماعي، وتأمين رقمي، كما يمكن توظيف الابتكار التكنولوجي في خدمات الصحة الرقمية عبر توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص عن بعد وإدارة البيانات الصحية أو في خدمات التعليم الإلكتروني المتقدم منصات تعليمية باستخدام الذكاء الاصطناعي للتخصيص والواقع المعزز.
فرص في الاستدامة والطاقة النظيفة عبر توظيف الذكاء الاصطناع في تقديم حلول كفاءة الطاقة مثل أنظمة إدارة الطاقة للمباني والمدن الذكية أو التكنولوجيا الزراعية مثل زراعة عمودية، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية أو إدارة النفايات الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إعادة التدوير.
خلاصة القول، إن قمة بريدج 2025 تفتح أفاق جديدة لرواد الأعمال تتجسد إضافة إلى ما سبق ذكره في المسارات السبعة التي وضعتها القمة، والتي تمثل منظومة متكاملة تتفاعل فيما بينها لتبني مشهداً إعلامياً متصلاً ومتطوراً وهي:
مسار الإعلام.. إعادة تصور نبض المعلومة
مسار اقتصاد صناعة المحتوى.. تحويل التأثير إلى صناعة
مسار الفن والموسيقى.. حيث تجتمع التكنولوجيا والمشاعر
مسار الألعاب الإلكترونية.. الفضاء الاجتماعي الجديد
مسار التقنية.. تمكين مستقبل الإبداع
مسار التسويق.. علم التأثير
مسار صناعة الأفلام.. لغة السرد البصري







تعليقات